المصدرية التي لا تحقق لها في نفس الامر ويسمى بالوجود (1) الاثباتي وقد يطلق ويراد منه الامر الحقيقي الذي يمنع طريان العدم واللا شيئية عن ذاته بذاته وعن الماهية بانضمامه إليها ولا شبهه في أنه بملاحظة انضمام الوجود الانتزاعي الذي هومن المعدومات إلى الماهية لا يمنع المعدومية بل انما يمنع باعتبار ملزومه وما ينتزع هو عنه بذاته وهو الوجود الحقيقي سواء ا كان وجودا صمديا واجبيا أو وجودا ممكنيا تعلقيا ارتباطيا والوجودات الامكانية هوياتها عين التعلقات والارتباطات بالوجود الواجبي لا ان معانيها مغايره للارتباط بالحق تعالى كالماهيات الامكانية حيث إن لكل منها حقيقة وماهية وقد عرضها التعلق بالحق تعالى بسبب الوجودات الحقيقية التي ليست هي الا شؤونات ذاته تعالى وتجليات صفاته العليا ولمعات نوره وجماله واشراقات ضوئه وجلاله كما سيرد لك برهانه إن شاء الله العزيز والآن نحن بصدد (2) ان الوجود في كل شئ امر حقيقي سوى الوجود الانتزاعي الذي هو الموجودية سواء أكانت (3) موجودية الوجود أو موجودية الماهية فان نسبه الوجود الانتزاعي إلى الوجود الحقيقي كنسبه الانسانية إلى الانسان والأبيضية إلى البياض ونسبته إلى الماهية كنسبه الانسانية إلى الضاحك والأبيضية إلى الثلج ومبدء الأثر واثر المبدء ليس الا الوجودات الحقيقية التي هي هويات عينيه موجوده بذواتها لا الوجودات الانتزاعية التي هي أمور عقلية معدومة في الخارج باتفاق العقلاء ولا الماهيات المرسلة
(٦٥)