وسائر المقولات (1) فسقط كون الوجود في ذاته جوهرا أو كيفا أو غيرهما لعدم كونه كليا بل الوجودات كما سبق هويات عينيه متشخصة بنفسها غير مندرجة تحت مفهوم كلى ذاتي كالجنس أو النوع أو الحد وليس عرضا بمعنى كونه قائما بالماهية الموجودة به وإن كان (2) عرضيا متحدا بها نحوا من الاتحاد و على تقدير كونه عرضا لا يلزم كونه كيفية لعدم كليته وعمومه وما هو من الاعراض العامة والمفهومات الشاملة للموجودات انما هو الوجود الانتزاعي العقلي المصدري الذي اشتق منه مفهوم الموجود بما هو موجود ولمخالفته أيضا سائر الاعراض في أن وجودها في نفسها عين وجودها للموضوع ووجود الوجود عين وجود الماهية لا وجود شئ آخر لها ظهر عدم افتقاره في تحققه إلى الموضوع فلا يلزم الدور الذي ذكره على أن المختار عندنا ان وجود الجوهر جوهر بجوهرية ذلك الجوهر لا بجوهرية أخرى وكذا وجود العرض عرض بعرضية ذلك العرض لا بعرضية أخرى لما مر ان الوجود لا عروض له للماهية في نفس الامر بل في الاعتبار الذهني بحسب تحليل العقل توضيح وتنبيه قد تبين وتحقق من تضاعيف ما ذكرناه من القول في الوجود انه كما أن النور قد يطلق ويراد منه المعنى المصدري اي نورانية شئ من الأشياء ولا وجود له في الأعيان بل وجوده انما هو في الأذهان وقد يطلق ويراد منه الظاهر بذاته المظهر
(٦٣)