الجاعل (1) حتى تكون في موجوديتها مستغنية عن الجاعل كيف ولو كان كذلك يلزم الانقلاب عن الامكان الذاتي إلى الوجوب الذاتي (2) فان مناط الوجوب بالذات عندهم هو كون نفس حقيقة الواجب من حيث هي منشئا لانتزاع الموجودية ومصداقا لحملها عليه ومناط الامكان الذاتي هو ان لا يكون نفس ذات الممكن من حيث هي كذلك فالممكن بعد صدور ماهيته عن الجاعل إذا كان بحيث يكون مصداقا لحمل الموجودية بلا ملاحظه شئ آخر معه بل مع قطع النظر عن اي اعتبار كان سوى نفس ذاته لكان الوجود ذاتيا له.
ولا يجدى الفرق بين حمل الذاتي وحمل الموجود بان الذاتي للشئ ما يصدق عليه بلا ملاحظه حيثية تعليليه أو تقييدية وحمل الموجود يحتاج إلى ملاحظه صدور الماهية عن الجاعل.
لأنا نقول كون الماهية صادره أو مرتبطة بالعلة أو غير ذلك اما ان يكون مأخوذا مع الماهية في كونها محكيا عنها بالوجود أو لا فإن لم يكن عاد المحذور وهو الانقلاب عن الامكان الذاتي إلى الوجوب الذاتي وإن كان مأخوذا فيكون داخلا في المحكى عنه بالوجود ومصداق حمل الموجود فيكون الصادر عن الجاعل (3) واثره المترتب عليه المجموع المسمى بالماهية وتلك الحيثية فليكن وجود الماهية تلك الحيثية فاثر الفاعل اذن هو اتصاف الماهية بالوجود كما هو رأى المشائين على المعنى المسلف ذكره. والعجب من المحقق الدواني مع شده تورطه في كون الماهية من حيث هي