واحده فكانت علته صالحه لعليه كل وجود فان الماء مثلا إذا سخن بعد ان لم يكن متسخنا فتلك السخونة ماهية من الماهيات فصدورها عن المبادي المفارقة الفياضة اما ان يتوقف على شرط حادث أو لا يتوقف فإن لم يتوقف لزم دوام وجودها لان الماهية إذا كانت قابله والفاعل فياضا ابدا وجب دوام الفيض واما ان يتوقف على شرط من الشرائط فالمتوقف على تلك الشرائط وجود السخونة أو ماهيتها فإن كان المتوقف هو وجود السخونة فهو باطل لان ملاقاة الماء إذا كانت شرطا لوجود البرودة ووجود البرودة مساو لوجود السخونة فما هو شرط لوجود أحدهما يجب ان يكون شرطا لوجود الاخر لان حكم الأمثال واحد ولو كان كذلك لوجب حصول السخونة في الجسم عند ملاقاة الماء له لان الماهية قابله والفاعل فياض والشرط حاصل عند هذه الملاقاة فيجب حصول المعلول ويلزم من هذا حصول كل شئ عند حصول كل شئ حتى لا يختص شئ من الحوادث بشرط ولا بعله وكل ذلك باطل يدفعه الضرورة والعيان فظهر ان المتوقف على ذلك الشرط هو ماهية السخونة فإذا كان المتوقف على الغير هو الماهية وكل ما يتوقف على الغير يستدعى سببا فالسبب سبب للماهية لا للوجود فعله الممكنات ليست عله وجودها فقط بل عله لماهياتها أولهما معا انتهى كلام هذا القائل.
وهو مختل البيان متزلزل البيان من وجوه الأول ان الوجود وإن كان حقيقة واحده الا ان حصصها ومراتبها متخالفة بالتقدم والتأخر والحاجة والغنى وقد مر بيان هذا في أوائل هذا الكتاب ولو كان الوجود ماهية كليه نوعيه يكون لها افراد متماثلة لكان لهذا الاحتجاج وجه وقد علمت أن الوجود ليس له ماهية كليه فضلا عن أن يكون نوعا أو جنسا أو عرضا نعم ينتزع منه امر مصدري يعرض للماهيات عند اعتبار العقل إياها وهو ليس من حقيقة الوجود في شئ كما مر مرارا فوجود كل ماهية بنفس ذاته يقتضى التعين بتلك الماهية لا بسبب زائد ومع ذلك (1) معنى الوجود غير معنى الماهية وادراكه يحتاج إلى