وغاية ما يمكن لاحد ان يقول من قبل القائل بانقلاب الحقائق الخارجية من الجوهر والكم وغيرهما إلى الكيف في الذهن ان لكل من الحقائق العينية ربطا خاصا بصوره ذهنية به يقال إنها صورته الذهنية ويجد العقل بينهما ذلك الربط وحقيقة ذلك انها لو وجدت في الخارج كانت عينه ولا يلزم من ذلك ان يكون وجود كل شئ وجود كل شئ آخر (1) لأنه فرق بين ان يقال لو وجد الف مثلا في الخارج وانقلبت حقيقته إلى حقيقة ب كانت عين ب أو يقال لو وجد الف في الخارج كان عين ب قولك إذا وجد الكيف النفساني في الخارج بحقيقته الذهنية كان كيفا نفسانيا لا جوهرا قلنا المفروض ليس هذا بل المفروض وجوده الخارجي فقط لا مع انحفاظ كونه كيفية نفسانية فان وجوده الخارجي يستلزم انقلاب حقيقته إذ الحقيقة الذهنية مشروطه بالوجود الذهني والحقيقة الخارجية مشروطه بالوجود الخارجي وبالجملة فوجود الامر الذهني في الخارج عبارة عن انقلاب حقيقته إلى الحقيقة الخارجية أو متضمن لهذا الانقلاب فليتأمل ففيه ما فيه ويمكن توجيه كلامه بوجه آخر أقرب من الحق وابعد من المفاسد المذكورة وهو انه لما قام البرهان على أن للحقائق العينية ذاتيات بها يصدر آثارها الذاتية التي هي مبادي تعرف الذاتيات وامتيازها عن العرضيات كالجسمية المعتبرة في مفهوم الشجر المقتضية للتحيز وقبول الابعاد والصورة النباتية المقتضية للنمو والتغذية وإذا حصلت تلك الحقائق في الذهن كانت صورا علميه ناعته للنفس صفات لها مع بقاء تلك الحقائق بوجه ما وصارت لها حقائق عرضيات من الكيفيات النفسانية (2) فعلم أن الحقائق الكلية من حيث هي مثالها مثال الهيولى التي أثبتها
(٣٢٠)