اما بالوجود العارض فيلزم تقدم الشئ على نفسه ضرورة تقدم وجود المعروض على وجود العارض واما بوجود آخر فيلزم المحذور الثاني وينجر إلى التسلسل في المترتبات من الوجود المجتمعة وهذا التسلسل مع امتناعه بالبراهين واستلزامه لانحصار ما لا يتناهى بين حاصرين الوجود والماهية يستلزم المدعى وهو كون الوجود نفس الماهية في العين لان (1) قيام جميع الوجودات العارضة لها بحيث لا يشذ عنها وجود عارض يستلزم وجودا لها غير عارض والا لم يكن الجميع جميعا.
طريق آخر لو قام الوجود بالماهية فالماهية المعروضة اما معدومه فيتناقض أو موجوده فيدور أو يتسلسل.
والجواب بان قيامه بالماهية من حيث هي هي لا بالماهية المعدومة ليلزم التناقض ولا بالماهية الموجودة ليلزم الدور أو التسلسل كما أن قيام البياض ليس بالجسم الأبيض ولا بالجسم اللا أبيض ليلزم اما التناقض واما الدور أو التسلسل بل قيامه بالجسم من حيث هو غير نافع لان الماهية من حيث هي هي مع قطع النظر عن الوجود والعدم ليس لها تحصل في الخارج الا باعتبار وجودها لا سابقا عليه فلا يجوز ان يثبت لها في الخارج شئ من هذه الجهة بل كل ما يعرضها من هذه الجهة يكون من لوازمها الانتزاعية التي لا وجود لها في العين بخلاف الجسم من حيث هو اي مع قطع النظر عن البياض واللا بياض فإنه موجود في الخارج بهذه الحيثية وجودا سابقا على وجود البياض ومقابله وأيضا ثبوت البياض للجسم ليس فرع بياض الجسم بل فرع وجود الجسم وكذا ثبوت كل صفه بياضا أو غيره لكل موصوف جسما أو غيره يتفرع على ثبوت الموصوف في نفسه لا حصول تلك الصفة فلا يلزم توقف الشئ على نفسه ولا التسلسل بخلاف الوجود فإنه لو كان صفه للماهية لكان وجود الماهية متوقفا على وجودها فيتوقف الشئ على نفسه فقياس