الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٣
والمكان أو اقترنت بهما لا على وجه الانفعال والتجدد لا يعتريها المسبوقية بالزمان والمكان بل هي فاعله الحركات سواء ا كانت متحركات أو مشوقات (1) والباري تعالى فوق الجميع هو الأول بلا أول كان قبله والاخر بلا آخر كان بعده وهو جل مجده فعل كله بلا قوه ووجوب كله بلا امكان وخير كله بلا شر وتمام كله بلا نقص وكمال كله بلا قصور وغاية كله بلا انتظار ووجود كله (2) بلا ماهية وانما يفيض منه على غيره من كل متغائرين (3) أشرفهما والمقابل الاخر من اللوازم الغير المجعولة الواقعة في الممكنات لأجل مراتب قصوراتها عن البلوغ إلى الكمال الأتم الواجبي ولمخالطة أنوار وجوداتها الضعيفة بشوائب ظلمات الاعدام اللاحقة بها بحسب درجات بعدها عن ينبوع النور الطامس القيومي وبالتفاوت في مراتب النزول والبعد عن الحق الأول يتضاعف الامكانات وبتضاعفها يتفاوت الموجودات كمالا ونقصا واستناره وانكسافا وقد سبق (4) ان نسبه الوجوب إلى الامكان نسبه تمام إلى نقص وان كل ما وجب وجوده لا بذاته فهو لوضع شئ ما ليس هو في مرتبه ماهيته صار واجب الوجود مثاله الاحتراق ليس واجب الحصول في ذاته ولكن عند

(1) وفي بعض النسخ أو متشوقات (2) كل ذلك لكون الوجود حقيقة أصيلة مشككة ذات مراتب مترتبة في الكمال والنقص والمرتبة العليا منها هو المقام الواجبي جل مجده ط (3) وفي بعض النسخ متقابلين (4) إن كان المراد الامكان بمعنى الفقر فكون النسبة هذه واضح إذ فقر الوجودات نوري لكونه عبارة عن كونها تعلقيات الحقائق استناديات الذوات والتعلق والاستناد عين ذواتها الوجودية النورية وإن كان المراد به سلب الضرورتين أو تساوى الطرفين وهما من صفات الماهيات فكونه نقصا للوجوب مع عدم السنخية انما هو بالنسبة إلى العدم الصرف واللا شئ المحض س ره
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست