والمكان أو اقترنت بهما لا على وجه الانفعال والتجدد لا يعتريها المسبوقية بالزمان والمكان بل هي فاعله الحركات سواء ا كانت متحركات أو مشوقات (1) والباري تعالى فوق الجميع هو الأول بلا أول كان قبله والاخر بلا آخر كان بعده وهو جل مجده فعل كله بلا قوه ووجوب كله بلا امكان وخير كله بلا شر وتمام كله بلا نقص وكمال كله بلا قصور وغاية كله بلا انتظار ووجود كله (2) بلا ماهية وانما يفيض منه على غيره من كل متغائرين (3) أشرفهما والمقابل الاخر من اللوازم الغير المجعولة الواقعة في الممكنات لأجل مراتب قصوراتها عن البلوغ إلى الكمال الأتم الواجبي ولمخالطة أنوار وجوداتها الضعيفة بشوائب ظلمات الاعدام اللاحقة بها بحسب درجات بعدها عن ينبوع النور الطامس القيومي وبالتفاوت في مراتب النزول والبعد عن الحق الأول يتضاعف الامكانات وبتضاعفها يتفاوت الموجودات كمالا ونقصا واستناره وانكسافا وقد سبق (4) ان نسبه الوجوب إلى الامكان نسبه تمام إلى نقص وان كل ما وجب وجوده لا بذاته فهو لوضع شئ ما ليس هو في مرتبه ماهيته صار واجب الوجود مثاله الاحتراق ليس واجب الحصول في ذاته ولكن عند
(٢٣٣)