امكانه الذاتي لكونه بحسب مرتبه الماهية وما بحسب الماهية لا يزول بعله خارجه بخلاف امكانها الاستعدادي الذي هو بحسب الواقع فلا يجامع الفعلية فيه فاحد الامكانين أشد فيما يستدعيه الممكنية من القوة والفاقة والشر ولان الامكان الذاتي منبع الامكان الاستعدادي وذلك لان الهيولى التي هي مصححه جهات الشرور والاعدام انما نشأت من العقل الفعال بواسطة جهة الامكان فيه ولاجل ان الامكان الاستعدادي له حظ من الوجود يقبل الشدة والضعف بحسب القرب من الحصول والبعد عنه فاستعداد النطفة للصورة الانسانية أضعف من استعداد العلقة لها وهو من استعداد المضغة وهكذا إلى استعداد البدن الكامل بقواه وآلاته وأعضائه مع مزاج صالح لها وانما يحصل الاستعداد التام بعد تحقق الامكان الذاتي بحدوث بعض الدواعي والأسباب وانبتات بعض الموانع والأضداد وينقطع استمراره واشتداده اما بحصول الشئ بالفعل واما بطرو بعض الأضداد.
وبالجملة فاطلاق الامكان على المعنيين بضرب من الاشتراك الصناعي لاقتضاء أحدهما رجحان أحد الجانبين وقبوله الشدة والضعف وعدم لزومه لماهية الممكن وقيامه بمحل الممكن لا به وكونه من الأمور الموجودة في الأعيان لكونه كيفية حاصله لمحلها معده إياها لإضافة المبدء الجواد وجود الحادث فيه اما بالذات كالصورة والعرض أو بالعرض كالنفس المجردة بخلاف الثاني لأنه بخلافه في جميع تلك الأحكام ثم الامكان الاستعدادي إذا أضيف إلى ما يقوم به يسمى استعداده وإذا أضيف إلى الحادث فيه يسمى امكان ذلك الحادث فالامكان (1) الوقوعي بما هو امكان وقوعي للشئ قائم لا به بل بمحله فهو بالوصف بحال المتعلق أشبه.
ومنهم (2) من يرى أن المسمى بالامكان الاستعدادي هو بعينه الكيفية المزاجية وغيرها من