فرض التقاء القوة الفاعلة بالطبع والقوة المنفعلة بالطبع أعني الصورة المحرقة والمادة المتحرقة يجب حصوله فتفطن وتيقن ان مثار الامكان والفقر هو البعد عن منبع الوجوب والغنى ومجلاب الفعلية والوجود هو القرب منه والامكان جهة الانفصال وعدم التعلق وملاك الهلاك والاختلال والوجوب جهة الارتباط والاتصال ومناط الجمعية والانتظام وحيث يكون الامكان أكثر يكون الشر والفقدان أوفر والاختلال والفساد أعظم وإذا قلت جهات العدم وسدت بعض مراتب الاختلال بتحقق بعض شرائط الكون وارتفاع بعض صوادم البلوغ إلى الكمال حصل الامكان الاستعدادي الذي هو كمال ما بالقوة من حيث هو بالقوة في خصوص الظرف الخارجي كما أن الامكان الذاتي هو كمال الماهية المعراة عن الوجود على الاطلاق من حيث هي كذلك في اي نحو من الظروف وهو أوغل في الخفاء والظلمة والنقصان من الامكان الذي هو احدى الكيفيات الاستعدادية لكونه بالفعل من جهة أخرى غير جهة كونها قوه وامكانا لشئ فان المنى (1) وإن كان بالقياس إلى حصول الصورة الانسانية له بالقوة لكن بالقياس إلى نفسه وكونه ذا صوره منويه بالفعل فهو ناقص الانسانية تام المنوية بخلاف الامكان الذاتي الذي هو امر سلبي محض وليس له من جهة أخرى معنى تحصلي ولان المقوى عليه في الامكان الاستعدادي هو امر معين وصوره خاصه كالانسانية في مثالنا بخلاف ما يضاف اليه الامكان الذاتي لأنه مطلق الوجود والعدم وانما التعين ناش من قبل الفاعل من غير استدعاء الماهية بامكانها إياه ولان الامكان الاستعدادي يزول عند طريان ما هو استعداد له بخلاف الامكان الذاتي الذي هو بحسب حال الماهية في مرتبه بطلان نفسها وباعتبار عدم ذاتها لا بحسب حالها قبل وجوده الخارجي ففعلية الشئ وتحققه ووجوبه في نفس الامر لا يطرد
(٢٣٤)