والثاني ما يطرء لبعض الماهيات لقصور امكانه الأصلي في الصلاحية لقبول إفاضة الوجود فلا محاله يلحق به امكان بمعنى آخر قائم بمحل سابق على وجوده سبقا زمانيا به يستعد لان يخرج من القوة إلى الفعل وهو الذي يسمى بالامكان الاستعدادي وقد مر ذكره من قبل وبحسبه يمكن لماهية واحده انحاء غير متناهية من الحصول والكون لأجل استعدادات غير متناهية يلحق لقابل غير متناهي الانفعال ينضم إلى فاعل غير متناهي التأثير فيستمر نزول البركات وينفتح باب الخيرات إلى غير النهاية كما ستطلع على كيفيته ولو انحصر الامكان في القسم الأول لغلق باب الإفاضة والإجادة ويبقى في كتم العدم عدد من الوجود لم يخرج إلى فضاء الكون أكثر مما وقع وهو مبرهن الاستحالة فيما بعد إن شاء الله تعالى وليس في هذه الأحكام حيص عما ذهب اليه المحققون من أهل الشريعة ولا حيد عما يراه المحققون من أهل الحكمة القويمة انما الزيغ في الحكم بقدم المجعولات الزمانيي ولا نهاية (1) القوى الامكانية فان الحوادث المتسابقة وان لم يكن حدوثها الا بعد حركه وتغير ومادة وزمان ولكن الحوادث (2) الابداعية سواء ا تجردت عن الزمان
(٢٣٢)