ومقرر ذاته مع بطلانه الذاتي فلا يتصور من البشر تجشم ذلك ما لم يكن مريض النفس.
فقد ثبت ان الحكم بنفي الأولوية الذاتية بعد التثبت على ما قررناه من حال الماهية بشرط سلامه الفطرة مستغن عن البيان.
وللإشارة إلى مثل هذا قال المعلم الثاني أبو نصر الفارابي في مختصر له يسمى بفصوص الحكم لو حصل سلسله الوجود بلا وجوب لزم اما ايجاد الشئ نفسه وذلك فاحش واما صحه عدمه بنفسه وهو أفحش.
وتوضيحه (1) ان الأولوية الناشئة عن الذات اما انها عله موجبه للوقوع فيكون الشئ عله نفسه واما انه يقع الشئ لا بمقتض وموجب (2) ولا باقتضاء وايجاب من الذات وهو صحيح العدم لعدم خروجه عن حيز الامكان الذاتي بكونه ذا رجحان أحد الطرفين وليس يصلح لعليه العدم الا عدم عله الوجود وليس هناك عله للوجود فاذن يكون الشئ بنفسه صحيح العدم ثم على (3) تقدير وجود الممكن بالرجحان يكون متصفا بالوجود وليس عينه فذاته كما انها مبدء رجحان الاتصاف بالوجود كذلك عله الاتصاف بالوجود إذ لا نعنى بالعلة الا ما يترجح