الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٢٨
وتكون متأخرة عن المنسوب اليه بل انما يكون مصداق صفاته الإضافية ذاته بذاته يعنى ان نفس ذاته بذاته كافيه لانتزاع النسبة والمنسوب اليه فكما ان بعلمه الكمالي الاجمالي يعلم جميع الأشياء ونسبتها اليه تعالى وبقدرته التامة الكاملة يقيم جميع المقدورات فكذلك (1) ذاته كافيه في انتزاع جميع اللواحق وكيفية لحوقها ونسبها واضافتها اليه تعالى فليس في عالم إلهيته وصقع ربوبيته شئ من المعاني العدمية كالعدم والامكان والظن والهزل والحدوث والزوال والتجدد والتصرم والفقر.
والعجب من الشيخ وشده تورطه في العلوم وقوه حدسه وذكائه في المعارف انه قصر ادراكه عن فهم هذا المعنى.
واعجب من ذلك أنه مما قد تفطن به في غير الشفاء حيث ذكر في التعليقات ان الأشياء كلها واجبات للأول تعالى وليس هناك امكان البتة وفي كتاب اثولوجيا المنسوب إلى المعلم الأول تصريحات واضحه بان الممكنات كلها حاضره عند المبدء الأول على الضرورة والبت واما ما يتراءى (2) من تجدد الأشياء وتعاقبها وتغيرها

(1) فخالقيته وعليته لزيد اضافته الاشراقية الايجادية والايجاد الحقيقي لا المصدري هو الوجود الحقيقي وينوره اتحادهما في العدد وهو تسعه عشر والوجود الحقيقي بما هو مضاف إلى الأشياء انوجادها وبما هو مضاف اليه تعالى ايجاده إياها فهو بما هو ايجاد زيد قبله لا بما هو انوجاده ووجوده فوجوده وإن كان ممكنا لكن ايجاده واجب فضلا عن الايجاد المطلق بالنسبة إلى المعلول المطلق فان ما هو مناط وجود زيد وايجاده الحقيقي وجميع ما يحتاج اليه وجوده موجود في مقام عليته تعالى الحقه لان بسيط الحقيقة كل الأشياء بنحو أعلى وكذا في مقام عليته الحقيقية الظلية لأنه كما أن الكثرة في الوحدة كذلك الوحدة في الكثرة فهو تعالى عله إذ لا معلول وخالق إذ لا مخلوق كما ورد في أحاديث أهل العصمة وحينئذ فكيف يكون عليته تعالى لزيد بما هي عليه ممكنه كما افاده المصنف قده س ره (2) ليس مراده ما رامه أستاذه الأكرم قدس سرهما كما سينقل منه من أن التجددات في الزمانيات انما هي بالنسبة إلى أنفسها لا بالقياس اليه تعالى وما اراده قده لطيف غامض وملخصه ان تجدد بعض انحاء المظاهر بما هي مظاهر لا ينافي ثبات التجلي والمتجلي بما هو متجل فتجليه تعالى وتطوره احدى بات بحت ومرايا تجلياته في بعض الأوعية وهو صقع الزمان وعالم المادة متجددات ومتحركات بل عالم الآفاق وهو صقع الزمان وعالم الأنفس و هو متن الدهر بوجه كلاهما متجددان بالحقيقة ولكن تجدد الآفاق تابع لتجدد الأنفس وتمام تحقيق المرام يتوقع من ذي قبل إن شاء الله تعالى ن ره
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست