والمقلدين كصاحب حواشي التجريد وغيره حيث قالوا بان واجب الوجود بالذات قد يعرض له الامكان بالقياس إلى الغير وللغير أيضا امكان بالقياس اليه وان امتنع عليه الامكان بالذات والامكان بالغير أيضا ولم يتفطنوا بان الواجب بالذات كما أنه واجب بالذات واجب بالقياس إلى الممكنات المستندة اليه وهي أيضا واجبه الحصول له تعالى لان وجوداتها روابط فيضه وجوده نعم لو تصور هاهنا واجب وجود آخر أو ممكنات اخر مستنده إلى واجب وجود آخر لكان لما ذكروه وجه صحه تعالى عن ذلك علوا كبيرا وذلك لان وجوب وجود الأشياء مما ينشأ منه تعالى فكما ان لها وجوبا بالغير الذي هو مبدعها وموجبها فكذا لها وجوب بالقياس إلى ذلك الغير ووجوب له أيضا إذا الوجوب بالقياس إلى الغير ضرورة تحقق الشئ بالنظر إلى الغير على سبيل الاستدعاء الذاتي ويرجع إلى أن الغير يأبى الا ان يكون الشئ واجب الحصول (1) سواء ا كان من جهة الاقتضاء والفيضان أو من قبل الحاجة الذاتية والاستدعاء الافتقاري من حيث كون الشئ رشحي الوجود ظلي التجوهر استنادي الحقيقة تعلقي الذات وهذا لا ينفك عن كون الشئ واجب الحصول للغير الذي هو ينبوع فيضه وسحاب رشحه وبحر نداه فالممكن مع ذاته بالامكان والجواز ومع جاعله التام بالوجوب والضرورة سواء ا اخذ هذا اللصوق والالتحاق والالتجاء من قبل ذاته الفاقرة الرشحية التعقلية أو من قبل اقتضاء مبدعة الفياض الوهاب الباسط على من يشاء بغير حساب فالحق ان إضافات ذات الواجب تعالى إلى الممكنات ونسبه الخلاقية القيومية إليها وأضوائه الساطعة على الذوات القابلة للوجود ليست متأخرة عن تلك الماهيات الممكنة وليست اضافته كسائر الإضافات التي تكون بين الأشياء
(١٢٧)