الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٣١
إضافية أو سلبية. وتوضيح ذلك انك كما قد تعقل المتصل مثلا نفس المتصل بما هو متصل كالجزء الصوري للجسم من حيث إنه للجسم وقد تعقل المتصل شيئا ذلك الشئ هو الموصوف بكونه متصلا كالمادة فكذلك قد تعقل واجب الوجود نفس واجب الوجود وقد تعلق شيئا ذلك الشئ واجب الوجود ومصداق الحكم وبه مطابقه والمحكى عنه في الأول حقيقة الموضوع وذاته فقط وفي الثاني هي مع حيثية أخرى هي صفه قائمه به وكل واجب الوجود لم يكن بحسب صرف حقيقته ونفس ماهيته واجب الوجود بل يكون تلك الحقيقة متصفة بكونها واجبه الوجود لا في مرتبه ذاته بل بحسب درجه ذاتها من حيث هي هي حتى يكون وجوب الوجود عرضيا لا ذاتيا لها ففي اتصافها به ولحوقه بها يحتاج إلى سبب إذ كل عرضي كذلك فلا بد لها في اتصافها به من عروض هذا الامر والى جاعل يجعلها كذلك أو يجعلها بحيث ينتزع منه هذا المعنى غير ذاتها إذ جاعلية (1) الشئ لنفسه في وجوده ووجوبه مما قد أبطلناها بالبرهان الشديد القوة فاذن تلك الحقيقة تكون في حد ذاتها ممكنه وبالجاعل صارت واجبه الوجود فلا يكون واجبا لذاته فكل واجب الوجود لذاته فهو نفس واجب الوجود لذاته لا انه شئ ذلك الشئ مما قد عرض لها واجب الوجود عروضا لزوميا أو مفارقيا هذا.
رجم شيطان وليعلم ان البراهين الدالة على هذا المطلب الذي هو من أصول المباحث الإلهية كثيره لكن تتميم جميعها مما يتوقف على أن حقيقة الواجب تعالى هو الوجود البحت القائم بذاته المعبر عنه بالوجود المتأكد وان ما يعرضه الوجوب أو الوجود فهو في حد نفسه مع قطع النظر عن ارتباطه وتعلقه بغيره ممكن

(1) اي ملزومية الماهية لوجوده وكون الوجود لازم الماهية الوجوبية فضلا عن الماهية الامكانية قد أبطلناه وأبطله الشيخ أيضا كما نقل عن المباحثات واما تعليل الشئ بنفسه المستلزم لتقدم الشئ على نفسه فلا يحتاج إلى مؤنه زائده س ره
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست