الأخبار في جميع السنوات المكية، وحوا لي سنة ونصف في المدينة (1)، وما كان ذلك إلا إلى تلك الجهة التي فيها بيت المقدس، وكان المسلم في بيته يصلي نحوه، من غير رعاية هذه الدرجات والآلات المسماة ب (قبله نما) وستحدث إن شاء الله (مدينة نما) و (كربلا نما) و (مشهد نما) وحدود انحراف درجاتها عن خط نصف النهار، كما صنعه الأقدمون والمعاصرون، حفظنا الله تعالى عن الخطأ والزلل، وتمام الكلام في المسألة يطلب من محالها إن شاء الله تعالى.
ولقد كتبنا في بعض الرسائل: أن مسألة حرمة الاستدبار حال التخلي لمكان كونه استقبالا عقلا، ولكنه خروج عن العرف.
وربما يؤيد ذلك: أن حرمة الاستقبال حال التخلي ليست إلا تشريفا للكعبة، وتعظيما لها (2)، وبالضرورة يكون الانحراف إلى اليمين واليسار أقرب إلى التعظيم من الاستدبار، حسب فهم العقلاء، ولكن مع ذلك يرجع إلى العرف هنا كسائر المسائل، فلا تغفل.