العقيدة، ومفرداتها. والدين وحقائقه، وشعائره ومسلماته..
أم هو الذي أطلق هذه المقولات التي يتعذر على الإنسان العادي حصرها، وكثير منها تخالف أبده البديهيات فضلا عن الكثير الآخر الذي هو داء ليس له دواء؟!
ومن هو ذلك الجدير بالثقة، هل هو الحوزات العلمية التي هبت بعلمائها ومراجعها للدفاع عن حقائق الدين؟ أم هو الذي لا يكل ولا يمل ولا يرتدع عن محاولات التشكيك بهذه الحقيقة وبتلك في مختلف قضايا الدين والإيمان؟!
ومن هو المتسرع، هل هو الذي يجيب بالمتناقضات في أكثر الأمور حساسية كمسألة العصمة وغيرها؟!
أم هو الذي يشكل لجنة من العلماء الموثوقين ليدرسوا مقولات غريبة، أطلقها البعض ولا يزال يؤكدها ويرسخها بمختلف ما يملك من وسائل؟
ومن الذي لا يملك الدقة في المعرفة؟ ويعيش هاجس العمل السياسي، وتستهلكه النشاطات الاجتماعية..
هل هو هذا البعض؟ أم هم علماء الحوزات العلمية ومراجعها، الذين يقضون عمرهم في التحقيق والتدقيق في أمور الدين ويحملون هم الحفاظ على الإسلام وحفظ ورفعة شأن المسلمين، ولا هم لهم، ولا عمل سوى ذلك؟!.
إن الحوزات العلمية هي التي خرجت أساطين العلم وأفذاذ الرجال، ممن لم يزل هو وغيره يفخرون بهم ويحاول اكتساب الثقة والمقام الرفيع بربط اسمه باسمهم، وأن يحكي للناس ما يقول عنه: إنه تاريخ له معهم..
بل إنه هو نفسه لم يزل يلهج بانتسابه لهذه الحوزات، ويتغنى باستمرار بالتلمذ على أيدي علمائها، خصوصا السيد الخوئي رحمه الله وغيره.
مع أن الذين عاشوا في النجف يعرفون: أن تلمذه عليه إنما كان لفترة وجيزة، لا تقاس بتلمذ الآخرين. من علماء الأمة ومراجعها على يدي ذلك العالم الجليل والبارع.. خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار الفرق الشاسع بين من يحضر الدرس لمجرد الحضور، فلا يهتم بالقيام بأي نشاط سوى هذا الحضور، وبين من يقضي الساعات ويسهر الليالي للتحقيق في ما سمعه من أستاذه. والتدقيق في النصوص المؤيدة أو المفندة.