إلا أن يكون الرواي قد نقل أصل الحدث ذاهلا عن الصياغة الحقيقية التي أظهرها نعيم لقومه.
اللمحات الأخيرة:
1 - قد يظهر من بعض النصوص المتقدمة: أن نعيم بن مسعود كان يتجسس للمشركين. وأن رسول الله (ص) كان عارفا بأمره، فاختاره (ص) ليلقي إليه قوله ذاك الذي انتهي بتخذيل الأحزاب، وشكهم ببعضهم البعض.
2 - ثم إن لنا تحفظا آخر هنا، وهو أن تسليم سبعين رهينة من أشراف قريش وغطفان إلى النبي (ص) ليقتلهم، إنما يعني أن يستقل اليهود من بني قريظة بعداوة الأحزاب وكل من له بهم صلة أو هوى في المنطقة بأسرها، ولا طاقة لليهود أبيهم. يمكن أن يصدق المشركون أن يقدم اليهود على أمر كهذا؟!.
وهذا يعني أن ما ذكرته النصوص الأخرى المتقدمة أقرب إلى الصواب. وأولى بالاعتبار.
3 - وقد تقدم في بالجزء الثامن: أن نعيم بن مسعود وحسان بن ثابت قد أظهرا تعاطفا واضحا مع بني النضير حينما أجلاهم رسول الله (ص) فتصدى لهما أبو عبس ورد عليهم بقوة (1)، فراجع.
وقد يستفيد البعض من ذلك: أن نعيم بن مسعود كان حينئذ مسلما. فما معنى قولهم هنا: إنه قد أسلم في غزوة الخندق؟!.