حالة المنافقين:
أما المنافقون: فإنهم ما زالوا منذ البداية يشككون في قدرة المسلمين على المواجهة، وقد تقدم انهم حين حفر الخندق اظهروا نفاقهم الذي رافق جميع مراحل المواجهة وقد حكى الله تعالى ذلك عنهم، فقال:
* (وإذ يقول المنافقون، والذين في قلوبهم مرض: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا. وإذ قالت طائفة منهم: يا أهل يثرب لا مقام لكم، فارجعوا، ويستأذن فريق منهم النبي، يقولون: ان بيوتنا عورة، وما هي بعورة، إن يريدون إلا فرارا. ولو دخلت عليهم من أقطارها، ثم سئلوا الفتنة لأتوها، وما تلبثوا بها إلا يسيرا. ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل: لا يولون الادبار، وكان الله مسؤولا) * قل: * (لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل، واذن لا تمتعون إلا قليلا) * قل: * (من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم رحمة، ولا يجدون لهم من دون الله وليا، ولا نصيرا) * * (قد يعلم الله المعوقين منكم، والقائلين لاخوانهم: هلم إلينا، ولا تأتون البأس إلا قليلا. أشحة عليكم، فإذا جاء الخوف، رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم، كالذي يغشى عليه من الموت، فإذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد، أشحة على الخير، أولئك لم يؤمنوا فاحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا) * يحسبون الأحزاب لم يذهبوا، وإن يأت الأحزاب يودوا ولو أنهم