العسقلاني (1).
وثانيا: إن من الواضح: أن سفيان بن عوف الأسلمي وهو الغامدي، هو الذي كان يغير علي أطراف علي، ويرتكب الجرائم، ويهتك الحرمات، وقد ذكره أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: " وان أخا غامد إلخ.. " وكان من قواد معاوية الأساسيين، وكان يعظمه. وقد مات سنة اثنتين أو ثلاث، أو أربع وخمسين (2).
ولنا أن نحتمل أن تكون دعوى صحابية سفيان هذا قد جاءت لأجل اعطائه بعض المصونية والشأن الرفيع، حفاظا على سيدة معاوية من جهة، وإضعافا لموقف علي من جهة ثانية، وتبريرا لمواقفه المخزية، وجرائمه الخطيرة التي ارتكابها بحق المسلمين الذين أغار عليهم وقتلهم، وهتك حرماتهم من جهة ثالثة.
حديث أم سلمة عن أم سلمة قالت: كنت مع رسول الله (ص) في الخندق، فلم أفارقه مقامه كله. وكان يحرس بنفسه في الخندق. وكنا في قر شديد، فإني لأنظر إليه قام فصلى ما شاء الله أن يصلي في قبته، ثم خرج فنظر ساعة، ثم قال: هذه خيل المشركين تطيف بالخندق، من لهم؟.
ثم نادى: يا عباد بن بشر.
قال: لبيك.