5 - المتحذلقون الأغبياء:
ومن الأمور التي تلفت النظر هنا. أن البعض يحاول أن يفرغ هذه التضحية الرائعة، والأمثولة الفريدة للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من معناها ومغزاها، فيدعي رجما بالغيب: أن النبي صلى الله عليه وآله كان لا يرى الشدة في حمل الحجارة (1) رغم صراحة رواية أبي واقد المتقدمة بأن أبا واقد رأى النبي (صلى الله عليه وآله) وقد بلغ منه وعلى حد تعبير نص آخر: " وهو (صلى الله عليه وآله) يكابد معهم " وفي نص ثالث: وربما كان يحفر حتى يعيا، ثم يجلس حتى يستريح وفي نص رابع: " حتى عرق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعيي ". وكل ذلك قد تقدم مع مصادره 6 - لا عيش الا عيش الآخرة:
ولا ننسى أن نلفت نظر القارئ هنا إلى مضمون الشعر الذي كان يترنم به العاملون في الخندق، وما يتضمنه من ربط لهم بالآخرة وبما يرجو المؤمنون تحقيقه من فوز وفلاح فيها كما أنه يحمل في ثناياه مقارنة عفوية فيما بين الدنيا والعيش فيها، وتفضيل عيش الآخرة عليه. ثم يشاركهم النبي في ترديد هذا الشعر، فتكون مشاركة للوجدان وللاحساس، ويتعمق لدى هذا الانسان الكادح المجاهد الشعور بالله سبحانه، وبالطافه ومواهبه، وما أحوجهم في هذا الظرف العصيب بالذات إلى احساس كهذا