وليس غريبا أيضا أن نجد النبي (صلى الله عليه وآله) ومن موقع الشعور بالمسؤولية يعتمد الأسلوب الانساني، ويستثير العاطفة الناشئة عن صلات القربى ولحمة النسب، والتي يكون لها هيمنة حقيقية على الانسان ولا بد أن تجتاح هزاتها الجامحة كل كيان الانسان، وكل وجوده. ثم هو (صلى الله عليه وآله) يقرن ذلك بالدعوة إلى الله عز وجل، الذي هو مصدر الخير والقوة والبركات رسالة تهديد من أبي سفيان ويقال، إن أبا سفيان كتب إلى النبي مهددا إياه بما جمعه من الأحزاب لقتاله، ولعله قد كتب هذا الكتاب بعد وصوله إلى المدينة وحصول المواجهة، والكتاب هو:
أما بعد، فإنك قد قتلت أبطالنا، وأيتمت الأطفال، وأرملت النساء، والآن قد اجتمعت القبائل والعشائر يطلبون قتالك، وقلع آثارك وقد جئنا إليك نريد نصف نخل المدينة، فإن أجبتنا إلى ذلك وإلا أبشر بخراب الديار، وقلع الآثار تجاوبت القبائل من نزار * لنصر اللات في بيت الحرام وأقبلت الضراغم من قريش * على خيل مسومة ضرام فرد عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم:
وصل كتاب أهل الشرك والنفاق، والكفر والشقاق، وفهمت مقالتكم، فوالله، ما لكم عندي إلا أطراف الرماح، وشفار الصفاح