علي (ع) غلام حدث؟! وشيخنا قريش:
وقد تقدم أن رواية الواقدي تقول: " فأنت حدث، إنما أردت شيخي قريش أبا بكر وعمر " (1).
ورواية المعتزلي تقول: " إذن تتحدث نساء قريش عني: أن غلاما خدعني " (1).
ونقول:
ألف: أما بالنسبة لصغر سن علي عليه السلام فقد كان عمر علي حينئذ سبعة وعشرين أو ثمانية وعشرين عاما. كما هو الأصح والأقوى، بل بعض الأقوال تزيد في عمره عدة سنوات أخرى على ذلك. ولا يقال لمن هو بهذا السن: أنه غلام حدث.
ب: بالنسبة لأبي بكر وعمر، فإنهما لم يكونا شيخي قريش آنئذ، ولا قبل ذلك أيضا.
ولم يكونا أيضا معروفين بالفروسية والشجاعة ليقصدهما عمرو بالبراز، الذي يريد أن يكتسب به مجدا وشهرة عامة. فقتلهما لم يكن ليكسر شوكة المسلمين العسكرية. أما قتل علي فهو المقصود بعد النبي لهم، لأنه هو الذي قتل فرسانهم في بدر وأحد.
ومن جهة ثالثة: فقد تقدم أن ضرار بن الخطاب وخالد بن الوليد لم يقتلا عمر في أحد وفي الخندق، رغم تمكنهما من ذلك.