المطاولة. ولا يمكنهم ان يأتونا من كل وجه. فانا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم من عدونا نحفر الخنادق، فيكون الحرب من مواضع معروفة فنزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أشار سلمان بصواب (1) بين الأصالة والتجديد:
وآخر ما نقوله هنا: أن حفر الخندق قد أفهم المسلمين: أنه ليس من الضروري أن يبقى الانسان أسير الأفكار والعادات والأساليب المتداولة في المحيط الذي يعيش فيه، فإذا كان باستطاعته أن يبتكر أساليب، ويحدث وسائل جديدة، تمكنه من تحقيق أهدافه على النحو الأفضل والأمثل، فعليه أن يبادر إلى ذلك، ويكسر حاجز الاستغراب والاستهجان والرهبة، ويتحرر من عقدة الحفاظ على القديم، أو على العادة والتراث لمجرد أنه قديم وتراث، ومن موقع الجمود، والخواء والتقوقع أما إذا كان هذا القديم يمثل الأصالة، والعمق والانتماء، ويعيد للانسان هويته الحقيقية، ويحول بينه وبين التخلي عن خصائصه الانسانية الأصيلة، فذلك القديم يكون هو الجديد النافع، في مقابل كل ما هو غريب، أو يجر الانسان إلى غربة حقيقية، تبعده عن واقعه وتجرده من خصائصه الانسانية الأصيلة، ليعيش في الظلام والضياع حيث الشقاء والبلاء، وحيث الوحشة والوحدة والغربة، بكل ما لهذه