عشر يوما تم حفر الخندق فيها، فكيف يقال: إن العمل في الخندق قد استمر عشرين أو أربعا وعشرين أو ثلاثين يوما؟!
هذا.. ولكن يمكننا ان نخفي دهشتنا واعجابنا بهذا الانجاز الضخم والسريع جدا، مع ملاحظة ضعف الوسائل والامكانات المتوفرة للعاملين في حفر الخندق آنئذ، بالإضافة إلى وجود المثبطين عن العمل، كما سنرى...
فحيا الله هذه الهمم، وبورك لهم جهادهم المبارك والرائد تحت قيادة وفي طاعة رسول الاسلام الأعظم والأكرم صلى الله عليه وآله وسلم زمام المبادرة بيد من؟!
وقد اتضح من خلال النصوص المتوفرة لدينا: ان العدو وإن كان قد فرض على النبي وعلى المسلمين معركة غير متكافئة من حيث العدد والعدة. واختار هو التوقيت لحشد جيوشه وتحزيب أحزابه لكنه بمجرد وصوله إلى المدينة قد فقد زمام المبادرة ليصبح في يد النبي والمسلمين بصورة نهائية فأصبح (صلى الله عليه وآله) يتحكم بمسار الحرب، وهو يفرض على عدوه الموقع الذي يريد، في هذا المكان أو في ذاك، ولا يملك عدوه أية وسيلة للتغيير في المواقع والمواضع فلا يمكنه ان يجر المسلمين إلى هذا الموقع أو إلى ذلك الموقع كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم أصبح يتحكم بالزمام والتوقيت للحرب، ولا يستطيع عدوه ان يهاجمه في وقت لا يرغب هو بالدخول الحرب فيها