تحقيق أية خطة تضعها للمواجهة، ثم هو يفسح المجال لتمرير بعض الخدع التي تفيد الأعداء، وتهيئ لهم الظرف الملائم لتسديد ضرباتهم الموجعة، والخطيرة في أحيان كثيرة. أضف إلى ذلك ما يمكن ان ينشأ عن ذلك من منافسات ثم من نزاعات، إلى أن ينتهي الامر إلى التراشق بالتهم وتصدع الصف الواحد، الذي يفترض أن يكون كالبنيان المرصوص. ولم ينس المسلمون بعد ما أصابهم في حرب أحد حيث تسبب الرماة والذين تركوا مراكزهم على ثغرة الجبل بكارثة حقيقية مني بها المسلمون كما سبق بيانهم ومهما يكن من أمر فان الانضباط في غزوة الأحزاب، والتقيد بأوامر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قد هيأ الفرصة لتحقيق النجاح الكبير الذي غير مسار تاريخ المواجهة مع المشركين، حتى قال النبي صلى الله عليه وآله: الان نغزوهم ولا يغزوننا كما سيأتي ذلك مع مصادره في الفصل الأخير من هذا الباب إن شاء الله نقول هذا رغم اننا نجد المنافقين يحاولون التملص من تحمل مسؤولياتهم، ويختلقون الذرائع والحجج المختلفة لذلك. ولكن ذلك كان يتم وفقا لقوانين الانضباط أيضا، فقد كانوا يورون بالضعيف من العمل، وكانوا يستأذنون لحاجات وهمية، وما إلى ذلك، ولكنه كله كان تحت سمع وبصر القيادة وفي نطاق علمها، وسيطرتها على الموقف كما هو معلوم مدائن كسرى وقصور الروم وصنعاء:
إننا حين نقرأ هذه القضية نشعر: أن المسلمين كانوا يواجهون أكبر تجمع لقوى الشرك، ويتهيأون للدفاع عن وجودهم وحياتهم