قال: إن أباك كان لي صديقا، وأنا أكره أن أقتلك.
فقال له علي: لكني لا أكراه أن أقتلك.
ثم ذكر تخييره بين الخصال الثلاث، فرفضها، فقال له علي:
فأنت فارس وأنا راجل.
فنزل عن فرسه وقال: ما لقيت من أحد ما لقيت من هذا الغلام (1).
فعلي اذن يريد إذلال عمرو، وتحطيم كبريائه. وقد تحقق له ما أراد، حتى شكا ذلك عمرو نفسه كما ترى.
إنه عمرو:
قد اعتبر الإسكافي: أن النبي صلى الله عليه وآله قد ضن بعلي عليه السلام عن مبارزة عمرو، حين دعا عمرو الناس إلى نفسه مرارا، وفي كلها يحجمون، ويقدم علي، فيسأل الاذن له في البراز، حتى قال له رسول الله: إنه عمرو.
فقال: وأنا علي (2).
ونقول:
إننا لا نعتقد: أن هذا الكلام دقيق، فإن النبي (ص) كان يعلم قدرات علي عليه الصلاة والسلام، ومدى ما عنده من استعداد للتضحية والاقدام في سبيل الله سبحانه، ومواقفه في بدر، وصده