المفاجأة 1 - إن معرفة الانسان بعدوه تجعله أقدر على التعاطي معه من موقع القوة والحزم، من خلال ما تهئ له تلك المعرفة من قدرة على رسم الخطة السليمة، ثم التنفيذ الدقيق والواعي ولا تقتصر هذه المعرفة المؤثرة على معرفة عناصر الضعف والقوة في العدة وفي العدد، وسائر النواحي العسكرية، والامتيازات الحربية. بل تتعداها إلى الاشراف على خصائص شخصية العدو والمعرفة بطبائعه، وأخلاقياته، ومبادئه ومفاهيمه، وعاداته وتقاليده ومستواه الفكري والعلمي، وما إلى ذلك، مما له دور وتأثير في اتخاذ القرار العسكري، أو تسجيل الموقف على الصعيد السياسي، أو التعامل في مجال السلوك. وهكذا على كافة الصعد. ثم انعكاسات ذلك كله على التحرك باتجاه حشد الطاقات، ورسم الخطط، والاعداد والاستعداد للمواجه والتصدي فان التعامل مع العدو الذي يلتزم بالعهود والمواثيق، يختلف عنه مع من عرف أن من طبيعته الغدر، وعدم الوفاء. كما أن التعامل مع من يلتزم بعهده لدوافع دينية وعقيدية ومبدئية يختلف عن التعامل مع من يلتزم بذلك لدوافع أخرى... وهكذا الحال في سائر النواحي ومختلف المواضع والمواقع
(٧٣)