ثمة نص آخر لكتاب كتبه أبو سفيان فليراجع (1).
الرحيل الذليل:
وذكر الواقدي: أن أبا سفيان جلس على بعيره وهو معقول، ثم ضربه، فوثب على ثلاث قوائم، فما أطلق عقاله إلا بعد ما قام. فناداه عكرمة: إنك رأس القوم وقائدهم، تقشع؟ وتترك الناس؟.
فاستحيا، فأناخ جمله نزل عنه، وأخذ بزمامه وهو يقوده.
وقالوا: ارحلوا قال، فجعل الناس يرتحلون وهو قائم حتى خف العسكر.
ثم قال لعمرو بن العاص: يا أبا عبد الله، لا بد لي ولك أن نقيم في جريدة من خيل بإزاء محمد وأصحابه، فإنا لا نأمن أن نطلب حتى ينفذ العسكر.
فقال عمرو: أنا أقيم.
وقال لخالد بن الوليد: ما ترى يا أبا سليمان؟.
فقال: أنا أيضا أقيم.
فأقام عمر وخالد في مائتي فارس وسار العسكر إلا هذه الجريدة على متون الخيل.
وأقامت الخيل حتى السحر، ثم مضوا فلحقوا الأثقال والعسكر مع ارتفاع النهار بملل.
ولما ارتحلت غطفان وقف مسعود بن رخيلة في خيل من