فأنزل الله تعالى: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ، إلا أن تتقوا منهم تقاة. ويحذركم الله نفسه، والى الله المصير (1) ونقول:
إن هذا الكلام لا يصح أولا: لان ظاهر الآية يأبى الانطباق على واقعة من هذا القبيل فإنها تزجر عن اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ولم يكن عبادة يريد أن يتخذهم أولياء من دون المؤمنين، بل هو يريد أن يشركهم في الدفاع عن أهل الايمان، حبا منه بسلامة المؤمنين. فهذا التحذير القوي، واستثناء حالة مصانعتهم تقية. والتنصيص على أنه يواليهم من دون أهل الايمان يبعد القضية عن أن تكون في شأن عبادة وثانيا: من أين يأتي عبادة بخمس مئة يهودي ليقاتلوا معه، فقد أجلى بنو قينقاع وبنو النضير عن ديارهم، ولم يكونوا ليدافعوا عن الاسلام، بل كانوا هم المحرضين للأحزاب على حرب النبي والمسلمين. وبنو قريظة قد نقضوا العهد، وأصبحوا مع الأحزاب عريش جديد لأبي بكر:
ويستفاد من كلام الواقدي: أنه قد كان ثمة ما يشبه العريش - عريش بدر - لأبي بكر فيذكر: أن أبا بكر كان مع النبي (صلى الله عليه وآله) " في قبة