توضيح وتصحيح:
ان القصة التي يحكيها المؤرخون قد فرضت وجود فريقين هما:
جماعة اليهود، والمشركون. وقد سأل المشركون اليهود عن الاهدى هم؟ أم المسلمون؟ فأجابهم اليهود: أنتم أولي بالحق. مع أن الآية تفرض الفريقين يتحدثان عن فريق ثالث أشير إليه بقولهم: هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا. أي ان اليهود قالوا للمشركين: هؤلاء أهدى، ولم يقولوا لهم: أنتم اهدى. فلا ينطبق مدلول الآية على روايات المؤرخين، سواء رواية كعب بن الأشرف، أو حيي بن اخطب، أو رواية أبي برزة الانفة الذكر إلا أن يقال: في الآية التفات من الخطاب بالضمير إلى الإشارة بكلمة. هؤلاء. والالتفات موجود في القرآن والنكتة المسوغة لهذا الالتفات هي: أن الله سبحانه قد قال:
" ويقولون للذين كفروا " فجاء بصيغة المضارع ليفيد ان هذا النهج في التعامل مستمر في هذا النوع من الناس. وليست القضية قضية مضت وذهبت، قد يكون لها ظروفها ومبرراتها، فلا تمثل خطا مستمرا لهؤلاء الناس فلما عبر تعالى عما حدث بصيغة المضارع، فإنه لم يعد بالامكان أن يقول: " أنتم أهدى "، لان الخطاب لما صار فعليا فيحتمل فيه ان يكون موجها لهؤلاء الناس الذين يسمعون الآية من النبي (صلى الله عليه وآله)، ويخاطبهم (صلى الله عليه وآله) بها، ويحتمل ان يكون خطابا للكافرين أيضا