البلاء والعناء. وكانت واقعة بني قينقاع، ثم واقعة بني النضير.
وهم يريدون ان يأخذوا بثأرهم حسب زعمهم. ولكنهم يدركون عجزهم عن ذلك بأنفسهم، فالتجأوا إلى تأليب قريش والعرب الموتورين من الاسلام، والطامعين بتحقيق مكاسب مالية وغيرها من حرب كهذه.
ويقول القاضي النعمان ما ملخصه: إن يهود المنطقة، وهم أهل نعم وأموال، وأصحاب رياسة، قد أزعجهم انتشار الإسلام، لانهم رأوا أنهم يفقدون هيمنتهم على المنطقة وعلى أهل الشرك الذين يكذبون بالبعث، فجحدوا رسول الله وشككوا الآخرين ما أمكنهم بنبوته. فلما كان من أمر أحد ما كان ندموا على عدم المساعدة على حرب محمد، لأنهم رأوا أنها كانت فرصة. ولو أقام المشركون على الحرب لظفروا بالمسلمين فأرسلوا إلى أبي سفيان ووعدوه النصر، فوجد أنها فرصة. وطلب منهم ان يعلنوا للناس بتكذيب محمد، لأن الناس يركنون إليهم، لأنهم أهل كتاب.
فمضى وجوههم وساداتهم إلى مكة، وشهدوا للمشركين بأنهم أهدى من محمد سبيلا، فوثقوا بهم، ومشوا معهم إلى قبائل العرب ليقنعوهم بحرب محمد (صلى الله عليه وآله) واستأصاله، وتعاقدوا على ذلك الخ (1) الداء الدوي:
قد اتضح مما تقدم: أن اليهود كانوا هم الذين خططوا لحرب الخندق، واتصلوا بقريش وبغطفان، وسائر القبائل، وحرضوهم،