أنهم يعبدون الله يشهدون لأهل الأوثان بأنهم أهدى من أهل التوحيد رغم أن ذلك يستبطن اعترافا من اليهود ببطلان دينهم وعقيدتهم!!
وبعد ما تقدم، فإننا نستطيع ان نتفهم بعمق السبب في أن هذه الحرب فيما بين المسلمين وأعدائهم لا بد أن تكون مريرة وقاسية وتتميز بالشمولية والاتساع، والعمق. ثم برسوخ آثارها على كل صعيد. ما دام ان أعداء الاسلام يرون ضرورة ان تستنفذ جميع الطاقات المتوفرة لديهم للهدم وللإستئصال، والإبادة الشاملة، فان الهدف من استئصال محمد ومن معه. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين المشورة، والتخطيط:
ويقول المؤرخون: إنه لما فصلت قريش من مكة إلى المدينة خرج ركب من خزاعة إلى النبي فساروا من مكة إلى المدينة أربعا فأخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالامر. فذلك حين ندب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس، وأخبرهم الخبر وشاورهم في امرهم، وأمرهم بالجد والجهاد، ووعدهم النصر، إن هم صبروا واتقوا، وأمرهم بطاعة الله وطاعة رسوله وشاورهم (صلى الله عليه وآله) - وكان يكثر من مشاورتهم في الحرب - فقال:
أنبرز لهم من المدينة؟ أم نكون فيها ونخندقها علينا؟ أم نكون قريبا ونجعل ظهورنا إلى الجبل؟!
فاختلفوا.
[زاد المقريزي قوله: وكان سلمان الفارسي يرى رسول الله (صلى الله عليه وآله)