فريق آخر لنداء الشيطان، الذي يزين لهم أعمالهم ويعدهم ويمنيهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، فيصرون على الجحود وعلى الاستكبار والعتو والعلو. وإن ربك لبالمرصاد.
ولكن حين يفرض الايمان والاسلام نفسه عليهم، فإنك تجد الامر لا يصل في صعوبته وتعقيده إلى الدرجة التي نجدها عند اليهود رغم وضوح الامر لدى اليهود، حتى إنهم ليعرفون هذا النبي كما يعرفون أبناءهم، ويجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، وليس الامر بالنسبة للمشركين كذلك، إلا انهم يرون المعجزات والكرامات، ويقيم صلى الله عليه وآله وسلم عليهم الحجة، حتى لا يبقى عذر لمعتذر، ولا حيلة لمتطلب حيلة.
هذا، ومن المضحك المبكي هنا: أننا نجد اليهود يريدون ان ينتصروا على محمد والمسلمين بواسطة قريش والقبائل العربية، وقريش تريد ان تحقق هذا الهدف بالذات بالإفادة من خيانة اليهود، ومساعدة قبائل غطفان وغيرها.
أما غطفان وغيرها من القبائل العربية فتريد الحصول على المال ولكن بالاعتماد على جهد القريشي وكيد اليهودي. ولم يكن اهتمامهما باستئصال شأفة الاسلام والمسلمين يصل إلى درجة اهتمام قريش واليهود بذلك - كما ربما يظهر من بعض المؤلفين أهداف الحرب اما اهداف الحرب فهي كما يظهر من كلامهم السابق استئصال محمد ومن معه، ولكننا إذا أردنا تحديد ذلك بدقة، فإننا نقول: لقد حدد علي عليه السلام هدف الأحزاب والعرب من الحرب وقال: " إن