الخليفة الثاني في هذه القضية، قد عاد والتزم جانب سلمان، بمجرد أن أخذ النبي صلى الله عليه وآله المعول ليضرب به ذلك الحجر ولم يعد لعمر فيه أي دور يذكر..
وكل ذلك يعطينا: أن ذكر اسم الخليفة الثاني هنا قد جاء سهوا من الراوي، ولعل ثمة حاجة في النفس قضيت القيادة الحازمة، والانضباط أساس النجاح:
وبعد، فان سيطرة القيادة النبوية الشريفة على الموقف واشرافه صلى الله عليه وآله وسلم على كل تحرك، وتصرف واستتباب حالة الانضباط التام لدى الفئات التي كانت تعمل معه وتحت قيادته، له تأثير كبير في حسم الموقف، وفقا لما ترسمه القيادة ويحقق أهدافها وقد تجلت الهيمنة القيادية للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من مجال في غزوة الأحزاب، وقد قرأنا آنفا: انهم حين ظهرت الكدية والصخرة قالوا: إنهم ما كانوا يتجاوزون ما خطه رسول الله صلى الله عليه وآله أبدا، رغم أن المعدل قريب وتقدم أيضا: أن أحدا لم يكن يترك موضعه وعمله لحاجة يريدها إلا أن يأذن له النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا هو ما طالب به أمير المؤمنين بعض أصحابه في صفين حين قال له: طاعة امامك أوجب عليك من مبارزة عدوك. ونجد أمثال هذه الكلمة في مغزاها ومرماها الكثير في مختلف المواضع والمواقع وهذا الانضباط هو الضمانة للنجاح في أية خطة ترسم، إذ أن القبول بالانسياق وراء الاجتهادات المختلفة يفقد القيادة الثقة بامكانية