إلا أن تكون قصة أحد قد صنعها محبوا سعد بن أبي وقاص لاثبات فضيلة له، وذلك عن هؤلاء غير بعيد، فقد رأيناهم يفعلون ذلك في كثير من المواضع. ثم سرعان ما ينسيهم الله ذلك، فتظهر الحقيقة على ألسنتهم من جديد، ويكذبون أنفسهم من حيث لا يشعرون.
الاختلاف في من قاتل سعد بن معاذ:
وأما الاختلاف في قاتل سعد بن معاذ، فهو يعود - فيما يظهر لنا - إلى أن اللذين كانوا يرمون باتجاه سعد والمسلمين كانوا أكثر من واحد، فاختلطت السهام، واستطاع كل منهم أن يدعي لنفسه؟ أنه تمكن من قتل سيد قبيلة الأوس في المدينة وهو - باعتقادهم - شرف عظيم أراد كل منهم أن يخص نفسه به. مع أنه في الحقيقة غاية الخزي والعار، لو كانوا يعلمون.
سعد في خيمة رفيدة:
وأمر (ص) بنقل سعد حينما جرح إلى خيمة رفيدة التي كانت أقامتها في مسجد النبي (ص) لمداواة الجرحى. زاد القمي قوله:
وكان يتعاهده بنفسه (1).