ثم إنه ضربه.
فلما جاء سأله النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك، فقال: قد كان شتم أمي، وتفل في وجهي، فخشيت أن أضربه لحظ نفسي، فتركته حتى سكن ما بي، ثم قتلته في الله (1).
نعم، هذا هو الرجل الإلهي، الذي يتعامل مع كل الأمور من موقع المعرفة، والوعي، والثبات والتثبت، ويصل كل أعماله، ما دق منها وقل، وما عظم وجل بالله سبحانه، ليقربه خطوة إليه.
إنه ذلك الجبل الأشم الشامخ، الذي لا تزله الرباح العواصف، وهو الانسان القوي والرصين، الذي لا يثور ولا نغضب إلا لله، ولله فقط، وحده لا شريك له.
فبإرادة الله ورضاه يسل سيفه، ويقاتل الابطال، ويسحق كل جبروتهم وكبريائهم، وهو يغمد سيفه ويستسلم لإرادة الله سبحانه وامتثالا لامره، حين يهجمون عليه في بيته، ويضربون زوجته، ويسقطون جنينها، ويحرقون عليه بيته، أو يكادون. وهو علي هنا، وهو علي هناك، ولا أحد غير أحد غير علي يستطيع أن يفعل ذلك.
الوسام الإلهي:
عن ابن مسعود، وعن بهز بن حكيم، عن أبيه، قال: قال رسول الله (ص) لمبارزة علي (أو قتل علي) لعمرو بن عبد ود (أو ضربة علي يوم الخندق) أفضل (أو خير) من عبادة الثقلين، أو أفضل من أعمال