إلا أن يقال: إنه اصابه في جبهته، وانقلب وأشال برجله، لكنه لم يمت.
ب: إن هذه الرواية هي - تقريبا - نفس الحكاية التي تحكى لسعد مع حبان بن العرقة في غزوة أحد. إلا أنها ذكرت: أن هذا كان يتلاعب بترسه، فرماه سعد في جبهتة.
وقد أشرنا غير مرة إلى أننا نجد اهتماما خاصا بتسطير الفضائل لسعد لتعويضه عن فراره في المواطن. ولرد الجميل له على مواقفه المؤيدة للسلطة التي اغتصبت مقام الخلافة بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. وقد أشرنا ال ذلك في غزوة أحد حين الكلام عن بطولات سعد الموهومة، فراجع.
بطولات وهمية للزبير:
روى البيهقي من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، قال:
جعلت يوم الخندق مع النساء والصبيان في الأطم (يعني حصنا) ومعي عمر بن أبي سلمة، فجعل يطأطئ لي، فأصعد على ظهره، فأنظر إليهم كيف يقتتلون. أطأطئ له فيصعد فوق ظهري، فينظر.
قال: فنظرت إلى أبي، وهو يحمل مرة هاهنا، ومرة هاهنا، فما يرتفع له شئ إلا أتاه.
فلما أمسى جاءنا إلى الأطم. قلت: يا أبه، رأيتك اليوم وما تصنع.