التبرير بلا مبرر:
ويقول البعض: " كان لوحدة الصف الاسلامي، وانضباط المسلمين ووقوفهم صفا واحدا خلف قائدهم أثر كبير في تطور الموقف ونتائجه، سيما وأن خصومهم كانوا على نقيض ذلك. وهذا ما سهل كثيرا مهمة الدبلوماسية الاسلامية، التي اعتمدت اعتمادا رئيسيا على هذه الناحية، فنجحت في تفريق صفوف الأحزاب، وتشتيت شملهم " (1).
ونقول:
أن هذا الكاتب قد نسي المتخاذلين والمنافقين، الذين كانوا يتسللون لواذا، ويتركون النبي صلى الله وسلم، ويحتجون لانسحابهم من المعركة بحجج واهية. وكان لهم دور رئيس في تخذيل الناس، وبث الرعب والخوف في نفوس الكثيرين منهم. ونسي أيضا تخاذلهم عن عمرو بن عبد ود ورفاقه، وهم أقل عددا من أصابع اليد الواحدة. نعم لقد نسي ذلك، وجاء ليدعي أن الصف الاسلامي كان على غاية من القوة والتماسك خلف قائده. مع أنهم يذكرون - كما تقدم وسيأتي إن شاء الله - أنه صلى الله عليه وآله قد بقي في ثلاث مئة من أصحابه، بل ذكرت بعض النصوص: أنه لم يبق معه سوى اثني عشر رجلا فقط.
كما أن هذا الكاتب لم يعرف: أن نعيم بن مسعود لم يكن هو بطل القصة. بل كان المحرك والمحور الأساس فيها هو