ويستوقفنا هنا قولهم: فصلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ضعف أمام أعداءه، فبدأ يقدم لهم التنازلات ويعطيهم الامتيازات إن نصا آخر ذكرناه آنفا يكاد يكون صريح الايحاء بان رسول الله صلى الله عليه وآله كان بصدد التخلي عن جهاد العدو، حيث يقول:
" ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسلمين، يدعوهم إلى جهاد العدو، ويشجعهم، ويعدهم النصر من الله تعالى " وترك ما كان هم به من ذلك 10 - الاحتفاظ بسرية هذا العقد:
كيف استمر هذا الامر خافيا على أبي سفيان، وكيف لم يسر به النبي والمسلمون إلى مسامع زعيم قريش، ليكون مثار خلاف فيما بين زعماء الأحزاب أنفسهم، كما جرى لبني قريظة فإنه إذا كان الامر بالنسبة لبني قريظة لم يبعد حدود الاعلام بهدف تدمير حالة الثقة القائمة بينهم وبين المشركين، فان الامر هنا أصبح أكثر واقعية، بعد أن قطع المتفاوضون مراحل واسعة باتجاه عقد الاتفاق، حتى لقد كتب الكتاب. وإن لم تقع الشهادة والصلح إلا أن يقال: إن تسريب أمر خطير كهذا سوف يكون مضرا بالمسلمين، لأنه يعطي للمشركين انطباعا عن ضعف المسلمين وانهيار معنوياتهم، الامر الذي ربما يثير لدى قوى الشرك شهية مواصلة الحصار، ومضاعفة الضغوط للوصول بالمسلمين إلى حالة الانهيار الكامل كما أن هذا التسريب لم يكن في صالح زعماء غطفان، لأنه