منهم في وفرة معقولة في تلك الفترة، لان مجئ الحزاب كان بعد انتهاء موسم الحصاد، وقد أدخل الناس غلاتهم واتبانهم، ولا يزال معظمها موجودا لدى أصحابها أضف إلى ذلك: أن بعض الروايات الآتية التي تحكي لنا قصة جابر تقول: إن الذين احتاجوا للإصابة من طعام جابر كانوا ثلاث مئة أي حوالي ثلث المشاركين في حفر الخندق. فالباقون لم يكونوا بحاجة ماسة إلى طعام، أو لعل أكثرهم كان كذلك ونقول:
إن هذه المحاولة غير كافية لاثبات ذلك، إذ قد صرح المؤرخون أن العام كان عام جدب. ولم يكن ثمة غلات في مستوى يؤثر في تغيير ظاهرة الفقر والخصاصة والجوع، التي كانت مهيمنة على عامة الناس آنئذ. ولو كان ثمة غلات بهذا الحجم لبادر أصحابها إلى تقديمها طوعا، إلى هؤلاء الناس. بل كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأمرهم ببذلها لاخوانهم، ولا سيما في ظروف الحرب هذه. ولكنا قد رأيناهم يتسابقون على دفع أذى الجوع عن شخص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، الذي يتسابقون على نيل بركاته والفوز برضاه..
إلا أن ذلك لا يمنع من أن يكون لدى المنافقين قسطا من تلك الأموال، كانوا يضنون بها ويبخلون عن بذلها ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه حفر الخندق في روايات المؤرخين:
ونحن نذكر هنا طائفة من النصوص التاريخية، المرتبطة بحفر