عبر لهم عن اعتقاده ان أمر الاسلام ظاهر وغالب، ولو ناواه ما بين المشرق والمغرب لكانت له العاقبة ونعتقد: انه قد أدرك هذا الامر بحسن تقديره للأمور، وهو يراقب ما يطرح هذا الدين للناس من مفاهيم وتشريعات، وما يمارسه من تدابير وسياسات تنسجم مع احكام العقل والفطرة السليمة، ومع الخلق السامي والنبيل ثم هو يرى الواقع السياسي، وكل التحولات التي تستجد على المنطقة بصورة مطردة ومستمرة، ويرى ان هذا الدين لا يزال ينتشر، ويتجذر، ويترسخ وتتنامى هيبته وتتأكد هيمنته، رغم كل الكيد الذي يواجهه به أعداؤه، وكل الحقد الذي يعامله به مناؤوه عقدة بدر الموعد:
وان الماح صفوان بن أمية إلى ما جرى في بدر الموعد، ليدل دلالة واضحة على أن المسلمين قد سجلوا فيها نصرا مؤزرا للاسلام وهزيمة روحية وسياسية ساحقة لكبرياء الكفر والشرك ليس في مكة وحسب، وانما في المنطقة بأسرها. ولكن من دون ان يكلف ذلك المسلمين أية تضحيات، بل هم قد ربحوا في تجاراتهم في سوق بدر، حسبما تقدم بيانه عيينة بن حصن والمعاني الانسانية:
ربما يفهم من كلام البعض: ان الحارث بن عوف كان يرتبط مع النبي (صلى الله عليه وآله) بجوار، لكنه اعتبره أحسن تقية من عيينة بن حصن