واذكاء روح التنافس، واشاعة روح التشكيك ببعضهم البعض كما حصل لبني قريظة كما أن من البديهي: انه لم يكن بامكان كل قبيلة ان تستقل بعداوة محمد وقتاله. وكانت كل قبيلة تخشى من مواجهة المؤمنين وحدها. فكان لا بد من تفاهم القبائل فيما بينها لتحصيل اجماع على الاجتماع على قتال محمد وصحبه. فبادر اليهود إلى العمل لتحصيل هذا الاجماع، على أمل ان يحسموا الامر لمصالحهم، ويكونون بذلك قد تأثروا لأنفسهم، وتصبح - من ثم - لهم هم الكلمة الأولى والأخيرة في المدينة على الأقل، ويكون لهم النفوذ والثأثير القوي في المنطقة بأسرها.. ثم إنه قد كان من جملة العوامل التي ساعدت على تجييش الجيوش وتحزيب الأحزاب، هو الوعود المالية السخية للناس، إذا نفروا لحرب المسلمين. حتى لقد رفض بنو مرة نصيحة الحارث بن عوف، إذ قد " غلب عليهم الشيطان، وقطع أعناقهم الطمع " (1) الارهاب الفكري والخداع للسذج وقد أظهر النص المتقدم ان قريش - والظاهر أن المقصود هو الزعماء منها - إرادة خداع السذج والبسطاء من الناس بالاستفادة من حالة الانبهار باهل الكتاب، التي كانت لدى عامة الناس في المنطقة العربية، التي كانت حين ظهور الاسلام تعاني من الجهل الذريع، الذي مكن لشياطين أهل الكتاب ان يصوروا لهم: انهم هم مصدر العلوم والمعارف، وهم المرجع الموئل والمفزع للناس فيما يهمهم من أمور الدين، والمعارف الدينية
(٦٥)