أما بالنسبة لحراسة العسكر ورصد تحركات العدو، فان القمي يقول:
" كان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أصحابه ان يحرسوا المدينة بالليل. وكان أمير المؤمنين عليه السلام على العسكر كله باليل يحرسهم، فان تحرك أحد من قريش نابذهم وكان أمير المؤمنين عليه السلام يجوز الخندق، ويصير إلى قرب قريش، حيث يراهم، فلا يزال الليل كله، قائما وحده يصلي، فإذا أصبح رجعة إلى مركزه ومسجد أمير المؤمنين هناك معروف، يأتيه من يعرفه، فيصلى فيه، وهو من مسجد الفتح إلى العقيق أكثر من غلوة نشابة " (1) وقفات مع ما تقدم:
ونقول:
ان الحذر من العدو، وسد المنافذ في وجهه، وحرمانه من فرصة تسديد ضربة هنا وضربة هناك، بهدف ارباك صفوف الجيش الاسلامي، أو احداث ثغرات خطيرة فيه. وهو الذي كان بأمس الحاجة إلى التماسك والتقوي ببعضه البعض - إن ذاك - هو أولا مهمات القيادة الحكيمة والواعية، التي تريد ان تصل إلى أهدافها بأقل قدر ممكن من الخسائر، وأعلى درجة من الانضباطية والانسجام ومن الواضح: ان الأساليب الأمنية التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينتهجها كانت ولا تزال كسائر أفعاله، وأقواله، ومواقفه