الكلمة المسؤولة القرار الحاسم:
ان هذه النصوص التي ذكرناها قد أظهرت ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد اتخذ قرارا حاسما يمنع حسان بن ثابت وكعب بن مالك من انشاد أو قول شئ حين حفر الخندق والذي يظهر لنا من ثنايا الكلمات هو ان حسانا وكعب بن مالك لم يلتزما بالضوابط الأخلاقية والاسلامية فيما قالاه وأنشداه بل هما قد تجاوزا الحد، واغضبا الآخرين ويشير إلى ذلك:
1 - انه صلى الله عليه وآله وسلم قد اختص هذين الرجلين بالمنع، ولم يعزم على أحد غيرهما 2 - كما أن قوله (صلى الله عليه وآله) يومئذ: لا يغضب أحد مما قال صاحبه لا يريد بذلك سوءا الخ.. صريح في أنه قد قيل ثمة ما يوجب الغضب، حتى احتاج الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم للتدخل لتلطيف الأجواء، وسل الخيمة 3 - ولعل قصة جعيل بن سراقة هي أحد الشواهد على هذا التعدي على الآخرين، حيث كان من الطبيعي ان ينزعج هذا الرجل، الذي وصف بالقبح والدمامة من ارتجازهم الشعر في حقه ويعد ذلك نوع من العبث والاستهانة به، والاحتقار له ومن هنا، فإننا نشك كثيرا في قولهم: ان النبي (صلى الله عليه وآله) جعل يقفي معهم، ويقول: عمرا، ظهرا...
من اننا نلاحظ على النص المذكور: انه قد المح إلى أن سكوت النبي عن انشادهم الشعر في حق جعيل كان ملفتا للنظر، حيث يقول النص: " فجعل رسول الله لا يقول شيئا، بل يقفي معهم فقط "