عثمان وبنت النبي في الخندق:
وقد روى قطب الدين الراوندي قصة المغيرة بن أبي العاص في غزوة الخندق وملخص ما هو محط نظرنا منها:
أن المغيرة بن أبي العاص ادعى: أنه رمى رسول الله (ص) فكسر رباعيته، وشق شقتيه وكذب، وادعى أنه قتل حمزة وكذب.
فلما كان يوم الخندق ضرب الله على أذنيه، فنام ولم يستيقظ حتى أصبح، فخشي أن يجئ الطلب فيأخذوه، وجاء إلى منزل عثمان، وتسمى باسم رجل من بني سليم كان يجلب إلى عثمان الخيل والغنم والسمن.
فأدخله عثمان منزله، فلما علمت امرأة عثمان ما صنع بأبيها وعمها صاحت، فأسكتها عثمان. ثم خرج إلى رسول الله، فطلب منه الأمان للمغيرة ثلاث مرات، والنبي يحول وجهه عنه حتى آمنه في الثالثة. وأجله ثلاثا، ولعن من أعطاه راحلة، أو رحلا، أو قتبا، أو سقاء، أو قربة، أو إداوة، أو خفاء، أو نعلا، أو زادا أو ماء. فأعطاه عثمان هذه الأشياء. ولم يوفق للخروج من محيط المدينة فأعلم جبرائيل النبي بمكانه، فأرسل زيد بن حارثة والزبير، فقتله زيد لان النبي كان قد آخى بين زيد وحمزة.
فرجع عثمان إلى امرأته، واتهمها بأنها كانت قد أخبرت أباها بمكان عمه، فحلفت له بالله ما فعلت، فضربها بخشبة القتب ضربا مبرحا - كان سبب وفاتها في اليوم الثاني، وقد منع النبي (ص) عثمان