جادة لإيجاد دور ما لاشخاص بأعيانهم، كان لهم دور سلطوي بعد وفاة رسول الله (ص)، أو دور في تركيز دعائم السلطة بعده (ص) أو مناوأة آل أبي طالب بشكل أو بآخر. فنجد الاهتمام بإبراز دور ما لأبي بكر، ولعمر، وللزبير، ولمحمد بن مسلمة، ولسلمة بن أسلم، وعباد بن بشر، وسعد بن أبي وقاص، وأسيد بن حضير.
والمطلع على تاريخ هؤلاء يجد أنهم كانوا على العموم من المناوئين لعلي وأهل البيت عليهم الصلاة والسلام، ومنهم من هو من أركان الحكم وأعوانه، أو من المشاركين في الاعتداء على الزهراء حين قيامهم بعدة هجمات على بيتها صلوات الله وسلامه عليها.
إصابة سعد بن معاذ بسمهم:
ويذكر المؤرخون: أنه كان للمشركين رماة يقدمونهم إذا غدوا متفرقين، أو مجتمعين بين أيديهم وهم حبان بن العرقة، وأبو أسامة الجشمي في آخرين.
فتناوشوا يوما بالنبل ساعة، وهم جمعيا في وجه واحد، وجاه قبة رسول الله (ص). ورسول الله (ص) قائم بسلاحه على فرسه، فرمى حبان بن العرقة سعد بن معاذ بسهم، فأصاب أكحله. وقال:
خذها وأنا ابن العرقعة. فقال رسول الله (ص): عرق الله وجهك. بالنار (أو قال له سعد نفسه ذلك). ويقال: بل رماه أبو أسامة الجشمي، وقيل: خفاجة بن عاصم (1).