د - ومن الواضح: ان ارتباط النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالناس لم يكن بالنوع الروابط التي تقوم بين الزعيم وبين قاعدته الجماهيرية، ولا كانت هي رابطة حاكم ورعية، وان ما كانت رابطة الأبوة المسؤولة والواعية، التي يدفعها احساسها الأبوي لتريد الخير لمن هم تحت تكلفها من مواضع الوعي والتدبير، لا من موقع العاطفة الهوجاء، ولا من منطلق التفكير المصلحي، الذي يريد ان يستفيد من ذلك لتكريس زعامته، أو كسب امتيازات سياسية، أو اجتماعية أو غيرها ولأجل ذلك كان مواساته صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه في حالات الجوع ثم مشاركته لهم في تلبيته لدعوة جابر لتناول الطعام رغم ان جابرا لم يجد في بيته إلا ما يكفي بضعة اشخاص ولكن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد دعا الجميع وأطعم الجميع منع حسان وكعب بن مالك من الشعر:
وقال المؤرخون أيضا عن كعب بن مالك قال: جعلنا يوم الخندق نرتجز ونحفر، فعزم رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي ان لا أقول شيئا!
فقلت: هل عزم على غيري؟!
قالوا: حسان بن ثابت قال: فعرفت ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) انما نهانا لوجدنا له، وقتله على غيرنا. فما تكلمت بحرف حتى فرغنا من الخندق وقال (صلى الله عليه وآله) يومئذ: لا يغضب أحدا مما قال صاحبه، لا يريد