ونقول: إن لم تكن هذه القضية كاذبة، فإننا لا ندري ما السبب في أن ذلك بلغ خصوص عمر بن الخطاب دون النبي، ودون كل المسلمين الآخرين، فهل كان لعمر جواسيس لدى بني قريظة يخبرونه بكل مواقفهم وتحركاتهم؟ أم أنه علم ذلك من جهة المشركين؟
إننا نعترف بالعجز عن ادراك الحقيقة، وليس في النصوص التي بين أيدينا، ما يكشف لنا عن هذا الامر ولا نريد أن نذكر القارئ بما ذكرناه في غزوة أحد، وبما سيأتي في هذه الغزوة من أن رموز الشرك، كخالد بن الوليد، وضرار بن الخطاب كانوا يتحاشون ايصال الأذى إلى عمر بن الخطاب، ولا ندري سر وسبب ذلك، لا سيما وأنهم يصرحون له بأنهم يتخذون ذلك يدا لهم عنده. هذا بالإضافة إلى قضايا أخرى لا مجال للتذكير بها الان، رغم ان أهل الشرك إلى أن انقضت غزوة الخندق، كانوا يعتقدون أن بالامكان اقتلاع الاسلام واستئصاله من جذوره، وكانوا يهتمون بقتل كل من تصل إليه أيديهم، ولا سيما من بني هاشم كحمزة وعبيدة بن الحارث، وعلي وغيرهم. فلماذا يريدون قتل هؤلاء، ولا يريدون قتل غيرهم من رجالات الاسلام؟
احلاف عبادة بن الصامت:
ويذكر البعض: انه لما خرج النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الأحزاب قال عبادة بن الصامت: يا رسول الله، إن معي خمس مئة رجل من اليهود، وقد رأيت أن يخرجوا معي، فأستظهر بهم على العدو..