المشركين، وانهم أولي بالحق كما تقدم. والسؤال هنا هو هل صحيح ان اليهود كانوا لا يعرفون دين المشركين. الذين يعيشون بينهم ويتعاملون معهم منذ عشرات السنين؟!
وهل كان المشركون أعرف بأمر محمد (صلى الله عليه وآله) وبدعوته، من اليهود، وهو يعيش بين ظهرانيهم، وقد عقدوا معه التحالفات وخاضوا معه الحروب، ولم يزل يدعوهم إلى دينه ويحتج عليهم وقد جاؤوا ليحرضوا الناس على حربه واستئصاله؟!
3 - والأغرب من ذلك ان يخطر ببال أحد من المشركين وغيرهم: ان يجيب اليهود، الذي جاؤوا للتحريض على استئصال محمد، بغير ما أجابوا به!!
4 - والأعجب من ذلك: أن يعتبر الشرك دينا يصلح للمقارنة مع ما جاء به النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من عند الله تعالى تمر خيبر:
بقي أن نشير أخيرا إلى هذا السخاء الذي تجلى في اليهود حتى جعلوا تمر خيبر سنة، أو نصفه كل سنة لغطفان لتوافق على المشاركة في الحرب ضد الاسلام ولا ندري ما هو الدافع لهم للاقدام على هذه الخطوة فهل كان هذا يستبطن غدرا ونقصا كما هو معروف عن اليهود أي انهم بعد ان يتخلصوا من عدوهم الأقوى والأخطر بنظرهم يرفضون الوفاء بما تعهدوا به لغطفان وهل فكرت غطفان في هذا الامر بصورة جدية وواقعية؟!