مئة رجل - كما في روايات أخرى عن حذيفة -، يحدثنا حذيفة عن تلك الليلة قام الرسول فيها على التل، الذي عليه مسجد الفتح في ليلة ظلماء ذات قرة (1).
وكان المسلمون صافين قعود، والأحزاب فوقهم، وقريظة أسفل منهم، يخافونهم على ذراريهم، ونحن نلخص كلامه هنا، فقد قال:
ما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة، ولا أشد ريحا منها، في أصوات ريحها أمثال الصواعق وهي ظلمة ما يرى أحدنا إصبعه.
فجعل المنافقون يستأذنون رسول الله، ويقولون: " إن بيوتنا عورة، وما هي بعورة " فما يستأذنه أحد منهم إلا أذن له، فيتسللون، ونحن ثلاث مئة، أو نحو ذلك.
فطلب النبي أن يأتيه أحد من شدة الجوع والقر والخوف، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ابعث حذيقة فلما كلم النبي حذيقة تقاصر إلى الأرض، كراهية أن يقوم فأمره (ص) بالقيام، فقال له (ص): إنه كائن في القوم خبر، فأتني بخبر القوم. وفي نص آخر: إن الله قد أخبرني: أنه قد أرسل الرياح على قريش فهزمهم.
فشكى إليه البرد، فقال له (ص): لا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إلي. فذكر له أنه يخاف الأسر والتمثيل به فقال: إنك لن تؤسر، فخرج حذيفة، فدعا له النبي (ص)، فذهب الفزع، والبرد عنه.